*التغذية المبكرة ودورها في بناء مناعة الأطفال: محاضرة علمية للدكتور هيثم المؤمن  *

ضمن فعاليات المؤتمر التاسع لطب الأطفال الذي أُقيم في محافظة البصرة يومي 10 و11 أبريل 2025 ، قدم الأستاذ الدكتور هيثم حسين علي المؤمن ، معاون عميد كلية طب الزهراء للشؤون الإدارية والمالية واستشاري جراحة الأطفال في مستشفى البصرة التخصصي للأطفال، محاضرة علمية متميزة بعنوان "التغذية في مراحل العمر الأولى: درع الوقاية ومناعة الدائمة" . تناولت المحاضرة أهمية التغذية السليمة في المراحل المبكرة من حياة الأطفال، ودورها الحيوي في بناء وتعزيز جهاز المناعة لديهم.

(التركيز على الألف يوم الأولى  )
استعرض الدكتور المؤمن الأهمية الكبيرة للألف يوم الأولى من حياة الطفل، وهي الفترة الممتدة من الحمل وحتى عمر السنتين، والتي وصفها بأنها المرحلة الذهبية لتطوير القدرات الدفاعية للجسم. شدد على أن الرضاعة الطبيعية ليست فقط مصدرًا للتغذية، بل تُعتبر "لقاحًا طبيعيًا" يُعزز مناعة الطفل عن طريق نقل الأجسام المضادة والمواد الحيوية التي تحميه من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض الحساسية، بالإضافة إلى تقليل خطر العدوى.

○ التحديات الغذائية في العصر الحديث  

ناقشت المحاضرة التحولات في الأنماط الغذائية للأسرة العراقية، حيث أشار الدكتور المؤمن إلى مخاطر الاعتماد المتزايد على الأغذية المصنعة التي تحتوي على نسب عالية من السكريات والدهون المشبعة. هذه الأنواع من الطعام، التي وصفها بـ"العدو الخفي"، تُضعف الجهاز المناعي وتزيد من احتمالية الإصابة بالسمنة المبكرة. كما أوضح أهمية إدخال الأطعمة التكميلية المناسبة بعد الشهر السادس لتجنب سوء التغذية وعدم تنوع الغذاء، وهو ما يرتبط بشكل مباشر بحالات نقص المناعة لدى الأطفال في العراق.

 نصائح عملية لتعزيز المناعة :
في جزء عملي من المحاضرة، قدم الدكتور المؤمن مجموعة توصيات تهدف إلى تحسين صحة الأطفال، منها:
- إدراج الأغذية الغنية بالبروبيوتيك مثل الألبان المخمرة في النظام الغذائي للأطفال، لتعزيز البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي تشكل حوالي 70% من وظيفة جهاز المناعة .  
- الاهتمام بتوفير الفيتامينات الأساسية مثل {فيتامين أ، ج، د} والمعادن مثل { الزنك والحديد } خلال مراحل النمو المبكرة.  تشجيع الأهالي على تقديم الطعام البيتي المتوازن بدلًا من الاعتماد على الوجبات الجاهزة، مع توعية بأهميته من خلال برامج تعليمية للأطباء والأسر.

《تفاعل إيجابي وحوار مثمر  》

تميزت المحاضرة بتفاعل الحضور، حيث طُرحت أسئلة حول تأثير الظروف البيئية في البصرة، مثل التلوث، على صحة الأطفال. أجاب الدكتور المؤمن بأن التغذية المتوازنة يمكن أن تساعد في تخفيف الآثار السلبية للعوامل البيئية. وفي ختام حديثه، أشار إلى أن "الاستثمار في تغذية الأطفال اليوم هو استثمار طويل الأمد في صحة المجتمع ككل".

(رسالة المؤتمر  )

جاءت هذه المحاضرة كجزء من جلسات المؤتمر التي تُبرز أهمية الرعاية الصحية للأطفال كمسؤولية جماعية بين الأطباء، الأسر، وصناع القرار. وأكد الدكتور المؤمن أن التعاون المشترك يمكن أن يحقق هدف بناء جيل قوي يتمتع بمناعة جيدة وقدرة على مواجهة التحديات الصحية المستقبلية. هذه المحاضرة تُعزز الوعي بأهمية التغذية في تشكيل مستقبل صحي أفضل للأطفال والمجتمع.