1.الرؤية والرسالة والأهداف: لابد لكلية طب الزهراء، بوصفها كلية تأسست حديثاً، الا أن تأخذ نمطاً يتماشى مع أحدث الأساليب المتبعة في التعليم الطبي مما ينعكس على رؤيتها ورسالتها ومن ذلك السعي في ان يكون التعليم تكاملياً ومرتكزاً على الطالب وما يتبع ذلك من تعليم ضمن مجاميع صغيرة والتعليم السريري المبرمج وأسلوب حل المشكلات وغيرها من الاساليب التي تشجع التوجه النقدي والتحليلي والتعلم الذاتي طويل الأمد، والابتعاد عن التعليم التلقيني المعتمد على الاستاذ. ومن الضروري التوجه نحو المجتمع لدراسة احتياجاته الصحية وان يكون للمستفيدين رأي في البرنامج التعليمي للكلية.
2.المناهج: نطمح أن تكون كلية طب الزهراء هي أول كلية في جنوب العراق تطبق التعليم الطبي التكاملي لما له من فاعلية في دفع الطلبة نحو عملية انتاج وتصنيع المعرفة والتعلّم الذاتي والتفكير المستقل. كما نسعى الى ان تعكس المناهج مواصفات وخصائص خريج كليات الطب التي تعنى باحتياجات المجتمع الصحية. كما اننا نؤمن بأن المناهج تتطور بشكل تصاعدي في المستقبل لتلبي الاحتياجات الصحية، لذا ستكون هناك لجان على مستوى عال من التشكيل والصلاحية مثل لجنة تقييم المناهج ولجنة تطويرالمناهج لتحقيق هذا الهدف بعد تشخيص نقاط القوة والضعف. وبالاضافة الى التعليم التكاملي، من الضروري ان تتحول طرائق التعليم الى طرائق تعتمد على الطالب بالدرجة الأساس وتشجعه على التفكير النقدي والتحليلي وتعلمه مهارات التعلم طويل الأمد. إضافة الى اننا نسعى الى تدريب الطلبة ليس فقط في المستشفيات وانما العمل في المجتمع كالتدريب في مراكز الرعاية الصحية الأولية وكذلك في مشاريع بحثية ومسوحات وحملات صحية ومعايشة العوائل وتشخيص حالات التجاوز على السلوك الطبي الصحيح في المجتمع مع زيارات لمواقع البنى التحتية المؤثرة في صحة الانسان وجوانب من الصحة المهنية واعداد الدراسات والمقابلات ذات العلاقة بتدريب الطلبة.
3.تقييم الطلبة: يجب ان يتماشى التقييم مع الأهداف المعدّة لتخريجهم وأن يكون التقييم على نوعين: معلن ومستمر وكذلك تجميعي Summative وبنائي Formative وان يكون هناك جانب اساسي لتقييم مهارات التواصل والسلوك واخلاقيات المهنة اضافة الى ان التقييم باستمرار يخضع للتحليل والمراجعة وإشراك الطلبة في عملية التقييم والمراجعة.
4.تقييم البرنامج التعليمي: والذي لا يعتمد فقط على ادارة الكلية وكادرها التدريسي فقط وانما على المستفيدين من البرنامج ايضاً سواء كانوا من الطلبة (قبل وبعد تخرجهم) أو من سوق العمل مثل دوائر الصحة ومؤسسات المجتمع وعوائل الطلبة وان تكون عملية التقييم مستمرة، وقد تأخذ شكل الاستبيانات أو المقابلات المبوّبة Structured interviews لتشخيص نقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لتلافيها، وان لا يكون التغيير الا بعد توفر البيّنة العلمية الواضحة Evidence-based Medicine.
5.الطلبة: يجب أن تتظافر الجهود لاحتضان الطلبة وتدريبهم بالشكل الذي يضمن مساهمتهم الفاعلة بعد تخرجهم في دفع الواقع الصحي نحو الافضل. وهذا لا يتم بايصال المعرفة الطبية فقط وانما تنمية المهارات وغرس القيم السلوكية والأخلاقية في الممارسة الطبية اضافة الى بناء شخصية الطالب وتوسيع مداركه من خلال النشاطات اللاصفية واشراكه في الاعمال التطوعية ليصبح قائداً ومعلماً وطبيباً فاعلاً في المجتمع. كل ذلك يتم بتظافر جهود الكلية ومساهمة سوق العمل كالمؤسسات الصحية والنقابات والجهات المستفيدة الأخرى على وفق مبدأ ان الطالب هو طالب الطب وليس طالب كلية الطب فقط. وهذا يعني مشاركة الجميع في اعداده واسناده وتقييمه، مما يستوجب أن تكون هناك لجان قيادية موسعة على مستوى المجتمع بصلاحيات وواجبات واضحة ومثبتة تشرف على برنامج كلية طب الزهراء الطبي. وسنسعى لتعريض الطالب منذ البداية الى الجوانب الصحية في المستشفيات والمجتمع ككل ابتداءً من ملازمة المرضى في الصف الاول والشعور بمعاناتهم ومشاكلهم الى اعداد الدراسات والبحوث التي تحاول التصدي للمشكلات الصحية وحلها، مع الأخذ بعين الاعتبار حمايتهم من الأمراض الانتقالية عن طريق التلقيحات وغيرها، اضافة الى اشراكهم في برامج التبادل العلمي كلما أمكن ذلك. وسيكون هناك تنشيط للاشراف والارشاد التربوي لاسناد الطلبة علمياً واجتماعياً ونفسياً ومادياً والتي ستأخذ شكل ليس فقط انتظار الطالب ليطرح مشكلته وانما الاندفاع نحو الطالب ومعايشته وارشاده قبل ان تبدأ معاناته، ومن ذلك ملازمة واحد الى واحد أي يتكفل مشرف واحد بملازمة طالب واحد وبخاصة الطلبة الذين يعانون من مشاكل كاليتيم ووجود العائق اللغوي وصعوبات التكيّف مع طبيعة الدراسة في كليات الطب.
6.الكادر: نسعى ان نحافظ على النسب القياسية لعدد التدريسيين مقابل الطلبة وهي تدريسي واحد لكل 60 طالب في المحاضرة ولكل 6 طلاب في المختبر ولكل 10 طلاب في التدريب السريري. وستكون هناك معايير لتوظيف الكادر كلما كان ذلك ممكناً وعلى وفق عقد يثبت فيه توصيف كامل لعمل المنتسب مع توقيع عقد أخلاقي يحدد السلوك المهني للمنتسب مستقبلاً. كما أن اختصاصيي الصحة سيكون لهم دور في تدريب الطلبة ضمن توظيف مشترك للطاقات الطبية. والكلية ستضع خطة سنوية لتطوير الكادر من خلال تنمية قدراتهم داخل الكلية وخارجها وفي العراق وخارجه. كما سنشجع على تفعيل برامج التبادل العلمي والثقافي ابتداءً فروع الكلية وبين النظراء داخل العراق وخارجه.
7.الموارد التعليمية: سوف لا تقتصر الجهود على تهيئة قاعات متكاملة للمحاضرات والمناقشات تحتوي على التقنيات المتطورة كالسبورات الذكية الحديثة، وانما يمتد الى تهيئة الوسائل الساندة مثل المتاحف التعليمية والغرف التفاعلية والمكتبات الالكترونية وتوفير الحواسيب الشخصية والانترنت وباعداد كافية وبرامج التشريح التعليمية المتطورة كالمنضدة التشريحية الالكترونية، وتوفير الكتب والدوريات الحديثة الصادرة في العشر سنوات الاخيرة. أضافة الى توفيروسائل جودة المستشفيات ومنها ان تكون هناك ثلاثة أسرّة مشغولة في الأقل لكل طالب متدرب في الجانب السريري، وهناك مذكرة تفاهم مع المستشفى التعليمي.
8.الحوكمة والادارة: الاهتمام بالادارة ينبع من ان أي برنامج تعليمي لا ينجح الا بوجود إدارة ناجحة لذلك يجب علينا ان نبحث عن القائد في منصب اداري لا ان نبحث عن المدير، أي أننا نبحث عمّن له رؤية في عمله ولديه قدرة على التخطيط نحو مستقبل افضل في مجال عمله. كما أن قيادة الكلية وتطويرها يجب ان يكون على وفق معطيات وأدلة علمية موثقة تعتمد لغة الأرقام وليس بحسب انطباعات وقناعات شخصية لذلك سيكون لتوثيق الجوانب المختلفة في الكلية أهمية كبرى في اعتمادها لأغراض التحسين والتطوير المستمر، ويجب ان يتم تحديد الهيكل التنظيمي للكلية وفروعها ووحداتها وشعبها وتوصيف دقيق لأعمال الوحدات وشاغليها.
9.البحث: البحث العلمي دعامة من دعامات التعليم العالي والذي يجب ان يوجه بالاتجاه الصحيح في خدمة خطط التنمية للبلاد وان تنعكس نتائج تلك البحوث على حل المشكلات التي يعاني منها المجتمع وكذلك تنعكس على تطوير التعليم في الكلية. فيجب ان تكون للكلية خط او خطوط بحثية واضحة وواقعية تسير باتجاهها وتشكل فرقا للاجابة على أسئلتها البحثية. اضافة الى تهيئة مستلزمات البحث العلمي كالاجهزة المتطورة والبيت الحيواني والخبرات الاحصائية وغيرها.
10.التطوير المهني المستمر: ستقوم الكلية بأن تربط أداء المنتسبين وترقياتهم وايفادتهم وكل ما يتعلق بوجودهم في الكلية بمدى اندفاعهم نحو تطوير قدراتهم وامكاناتهم سواء بتفعيل نظام استيفاء وحدات التعليم المستمر او وحدات التنمية المهنية المستمرة CME, CPD لذلك نهدف الى اعداد برنامج للندوات والدورات والمؤتمرات التي ستقوم بها الكلية على مدى السنة الاكاديمية، ودفع المنتسبين للانخراط بها.